إعلان خاص بالملتقى الوطني حول

مفهوم العمل في الفلسفة والعلوم الاجتماعية من أجل فينومينولوجيا تطبيقية لفلسفة العمل

_________1.jpg

المحـــــاور
 
فصل في العمل: ماهيته وأهميته ومظاهره وعلاقته بالأنظمة الاقتصادية[تاريخيا وفلسفيا]
الحلقة الفينومينولوجية: العمل، العامل، السلعة [عظمة الإنتاج وبؤس العامل]
العمل بين الطبيعة والثقافة
مكانة العمل في مختلف الفلسفات، وعقلية العامل في الثقافات المتعددة
مفهوم العمل في مختلف العلوم: علم الاجتماع، علم النفس، الاقتصاد السياسي
تمهين الجامعة: تحوّل الجامعة نحو العمل- المهن والنشاطات الحرفية المنتجة
الجامعة، العمل والانفتاح على الفكر المقاولاتي
مشاريع العمل الصغرى وعلاقتها بالمؤسسات الناشئة
العمل والأداء الحسن: الشروط والاستعدادات
مفاهيم التحليل الاقتصادي للعمل: الأجر، المردودية، التبادل، السلعة
تراكم الثروة من خلال عقلية العمل الجاد لدى مختلف الأمم
العمل الرقمي، رأس المال المستحدث ومجاوزة المكان
العمل المغترب: آثاره النفسية والاجتماعية
وحشية الآلة واختراق عمل الإنسان
العمل اليدوي ونشر ثقافة المبادرة للقضاء على البطالة
مساهمة تقديس العمل في تحقيق في التطوّر الحضاري
ملاحظة: يمكن المشاركة خارج المحاور المقترحة شريطة الالتزام بالسياق العام لإشكالية البحث
 
 
رئيس اللجنة العلمية: ا.د.قواسمي مراد
 

ديباجة
 
العمل هو المبدأ الذي يسود هذا العصر، بحيث قد يتّفق عليه معظم البشر في قدرته على نشر الفاعلية والنشاط، ومن غير الممكن عزل مشكلته عن سائر مشكلات الإنسان، بل إنّ مصير هذا الأخير مرتبط به حقيقة وفعلا. ولعلّ موقفَ التّفكّر في هذه المشكلة [مشكلة العمل] يعتبر من قبيل جواهر المشكلات الفلسفية والإنسانية، بما أنّ سقراط الفيلسوف نفسه ارتقى به من مستوى التقنية والحرفة إلى مستوى التفكير: النقش والتوليد، فاعليتان بشريتان رفعهما سقراط إلى موهبة الممارسة الفلسفية ذات القدرة التّفكّرية بطابع كونيّ وكلّي صار معظم الفلاسفة يعملون على تقليدها، وفي ذلك درسُ الفلسفة في تعاليها بالإنسان من الواقع إلى الفكرة وممكناتها الميتافيزيقية
         يواجه الإنسان الطبيعة بالعمل، لا بكون الطبيعة تقف في وجهه وإنما لأجل تطوير نفسه، والعملُ وسيلَتُهُ في ذلك. معلوم أن ما يحدّد ماهية الإنسان عقله، بالنظر إلى مختلف الكائنات التي تشاركه الحياة، غير أنه من بين الكائنات جميعا من يُحَدَّدُ بما هو كائنٌ عاملٌ بناءً على توافق نشاطه العقليّ والبدنيّ، وتلك طريقة في السّموّ بالذات إلى مصاف الاستقلال بها بدلا من العيش في اتّكاليةٍ وعجزٍ
         لقد ساهم العمل كمفهوم وكفاعلية بشرية في ظهور ما يسمى بالأنظمة الاقتصادية التي يتناولها علم الاقتصاد السياسي بالتحليل والتقييم، ومن بين أفكار هذا الأخير: "أن الأشياء تفقد سمتها بوصفها من صنعٍ إنسانيٍّ، وتبدو لنا في حُلّة مغفلة هي حُلّة السلعة" [هنري أرفون، فلسفة العمل، ص124]. في السلعة تختزل الكثير من التفاعلات: قيمتها، قيمة الجهد المبذول لإنتاجها والصمت والبرود المتضمنان في العاطفة التجارية التي تتجاهل تعب العامل والندوب التي لحقت ببدنه وهو يبذل ما في وسعه، ومعايير تقييم العمل وغيره
         هذا بالضبط ما كان يقصده كارل ماركس لدى معاودته التفكير في النظام الاقتصادي الرأسمالي وانتقاده له وقلبه رأسا على عقب كتجاهل إنسانية العمل مثلا، لأن العاملَ، في زمنٍ، ما كان يقدّم أثرا مشحونا بالإنسانية: أثر مركّب، أي منتوج ممتزج بالمعاناة الاجتماعية والحالة النفسية والخصوبة المخيالية والفنية وغيرها... خصوصا فيما يتعلّق بالحِرَفِ ومحاكاة الآثار التراثية. لقد واجه ماركس وحشية الرأسمالية لأنها قامت بتشييء العمل وسَلْعَنَتِهِ، وبالتالي، أفرغته من بُعدِه الإنسانيّ
يبحث جيرار غرانل في إعادة قراءته لمخطوط ماركس 1844 حول "العمل المغترب" [travail aliéné] في تعميق الجرح الإنساني الذي يشجب من خلاله انحراف الإنتاج الخاص بنمط الإنتاج الرأسمالي وفقا لتعارضٍ منطقيٍّ خالصٍ "ووفقا للتصوّر الماهوي ينبغي للإنتاج أن يكون تجليا للخصائص العمومية للنشاط الإنساني، وأما حسب المعنى الفاسد لهذا التصوّر الماهوي فيتمّ ردّها إلى العمل المنحطّ والمنقوص ضمن نفقات قوى العمل التي لم يشرحها ماركس سوى عام 1859 في "نقد الاقتصاد السياسي" لإعادة ترتيب وبناء رؤية عامة حول "نظرية الأجر" بالتوافق مع قانون القيمة. ينتهي جيرار غرانل في قراءته لمفهوم العمل إلى أن يتجلّى كمَوْتٍ، ضياع وفقدان محض، أي لم يبقَ شيءٌ من تجليات طابع عمومية الممارسة من طرف الإنسان، وبالتالي إعلان لحظة التَّعارض بين التبعية الصّورية والتبعية الواقعية للعمل في رأسالمال. إنّه الأصل المنطقي للوحشية الرأسمالية في فهم العمل وتصوّراته.
 
Builder Construction HTML Template