الفن السينمائي في القرن الواحد والعشرين
الأدوار والتحديات
الديباجة:
لا يكمن الهدف الأسمى للفن في مجرد التأثير، عبر الصورة أو الصوت أو كلاهما، بل في كون الفن نفسه أحد أنماط التفكير، على غرار الفلسفة مثلا. أن نفكّر فلسفيا يعني أن نفكّر في الممكن، وفي هذا يشترك الفن مع الفلسفة، لأن سموّه يجعل منه يتجاوز مرحلة نقل الوقائع وقولها في صور ملموسة للتفكير في الممكنات، فبعدما يتأسس، سلفا، على استذكار الماضي نجده يطمح لاستباق ما قد يحدثُ. وأن يفكّر الفن في القادم والقدوم l'avènement
أمر ينبثق من الانشغال بالحدث l'avènement والتولّد، ضرورة، من الماضي، وكأن الفن والسينما تحديدا هي الشاشة التي يمكن عبرها حكيُ الفكرة من خلال العودة إلى تاريخ كل شيء في تشابك زمني تتجسد فيه كل الأفكار وتحضر فيه كل الشخصيات وتُلعَبُ فيه كل الأدوار، بدءاً من السياسة والاقتصاد والمجتمع وصولا إلى الأشغال اليدوية والرياضة وألعاب القوى، بدون نسيان قيادة الحروب وتوجيهها عن طريق السينما، بل صارت الحروب نفسها لا تحدث سوى عبر الكاميرا لتحدث هلعا عالميا لتحقيق مآرب الدول المتحكمة في دواليب القيادة الكونية، فقط لأجل نقل فكرة بعينها ويتحقق نقل الأمر من الفكرة إلى الواقع، وكأننا بصدد الحديث عن نوع من البراكسيس الفني الجاحد بدين الفكرة المجردة. هكذا تصير السينما فكرة ممكنة...
“السينما هي أهم الفنون بالنسبة لنا." يلخص هذا الاقتباس من لينين تمامًا المكانة الراجحة التي تمنحها بعض الحكومات لصناعة السينما، حيث تعتبرها أداة حاسمة وأساسية لزيادة الوعي، أو نقل أيديولوجية أو حتى الترويج لمنطقة سياحية.
لذلك، من الضروري التساؤل حول قضية مكانة، وأدوار وتحديات الميدان السينمائي بكافة جوانبه. هل يكمن هذا الأخير فكرة؟ أم حقيقة تم التقاطها على الصورة؟ أم أنه أكثر من ذلك بكثير؟
بالتالي، تهدف هذه الندوة إلى التركيز والتعمق بشكل خاص في مختلف الجوانب المتعلقة بالتحليل السينمائي، وذلك بهدف معرفة كيف يمكن استخدام هذا الفن حاليا كانعكاس حقيقي لعالمنا اليوم، وكيف يمكن أيضا اللجوء إلى هذا الأخير لتوعية الرأي العام وكذلك المخيال الاجتماعي، حول القضايا الحالية الأكثر حساسية، سواء كان ذلك في المجال الاجتماعي، أو الديني أو السياسي.
ينظم هذا الملتقى في إطار الاحتفاليات بمناسبة ستينية استقلال الجزائر
:المحاور
- السينما من الجانب النظري
-السينما من وجهة نظر المشرع القانوني
- الصناعة السينمائية في الجزائر (الاقتصاد، الوظيفة، النموذج الاقتصادي)
- المجتمع في مرآة السينما الجزائرية
- مسألة الهوية في السينما الجزائرية