الملتقى الوطني : الأفاق الفلسفية للثورة البيوتكنولوجية

الملتقى الوطني حول الأفاق الفلسفية للثورة البيوتكنولوجية 1

 

ملتقى وطني (حضوري/عن بعد) حول :

الأفاق الفلسفية للثورة البيوتكنولوجية

يوم 21 فيفري 2023

 

رئيسة الملتقى: أ.د.دراس شهرزاد

رئيس اللجنة العلمية: د.بن سهلة يمينة

رئيس لجنة التنظيم: الباحث طبيب نور الدين

 

ديباجة

 

لقد تغير مفهوم الجسد مع الثورة البيوتكنولوجية المعاصرة من معناه البيولوجي البسيط إلى رؤية أكثر عمقا تحمل في طياتها مشروع الوصول إلى الخلود والكمال والتخلص من المعاناة، عن طريق التدخل التقني في الجانب البيولوجي للإنسان، فلم يعد النقاش البيولوجي المعاصر مقتصرا على إمكانية إخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي، بل تعدى ذلك بمراحل متطورة جدا نتيجة تشابك البيولوجيا بالتقنية، وهذا ما أحدث ثورة علمية هائلة تبحث في قضايا جوهرية كالإخصاب الصناعي وتركيب الأعضاء والهندسة الوراثية والاستنساخ  والتحكم في النطفة والخلية والتحكم في الأمراض الوراثية وإطالة فترة الشباب مع تقليص الشيخوخة أو القضاء عليها، بل وصل الأمر إلى البحث في إمكانية تزويد الإنسان بشرائح رقمية تثير جهازه العصبي ليفرز هرمون السعادة وهو ما أطلق عليه دعاته اسم الإنسانية المتجاوزة أو ما بعد الإنسان Transhumanisme.

        أدت هذه الثورة العلمية إلى تغيير النظرة للموت من خلال نقل فكرة التحسين من الجانب الروحي إلى الجانب الجسدي، وتعززت هذه الفكرة أكثر مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي تبنته هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصبح الحق في الحياة أهم قيمة بشرية، فلم يعد الموت أمرا حتميا، بل لحدوث خلل تقني في الإنسان مثل توقف القلب عن ضخ الدم، أو انتشار خلايا سرطانية بالكبد، أو جراثيم بالرئتين، وبالتالي المرض سببه تقني، ولا وجود لأي شيء ميتافيزيقي، ولكل خلل تقني حل تقني بالمقابل، مثل قتل الخلايا السرطانية بطب النانو أو العلاج الكيماوي أو القضاء على الجراثيم بمضادات حيوية، كما يمكن إحياء القلب بالصدمات الكهربائية أو حتى زراعة قلب جديد. فالطبيب يتعامل مع مرضاه بخلفية تقنية أي أن الإنسان لا يمتلك تاريخ نهاية الصلاحية كما ترويه الأديان والثقافات، بل ثمة إمكانية لإهداء الشباب الأبدي للإنسان.

        لكن بقدر ما تحمله التقنية الحيوية من جوانب إيجابية وخدمة للإنسان، فهي تنطوي على جوانب سلبية لا مفكر فيها ومسكوت عنها وسلطة خفية تتحكم في كل ذلك، مما دفع بالفلسفة اليوم إلى البحث في مخرجات البيوتكنولوجية المعاصرة، وما تخلفه من أزمات أخلاقية تمس بكرامة الإنسان واضطراب تصوراته في شان المستقبل والحياة. فقد بات من الواضح أن الثورة التقنية المرتبطة أساسا بالجانب الحيوي قد مست مجالات واسعة لها علاقة بالإنسان، مثل علم النفس، والأنثروبولوجيا والعلوم العصبية وعلم الأدوية، فهذه الفتوحات العلمية جعلت المستقبل قريبا منا، ويتقدم بشكل  تسارعي رهيب، وهذا بدوره أبان عن سلسلة أزمات بيولوجية وأخلاقية تنطوي على أبعاد سياسية واقتصادية، والتي سلبت بدورها من الإنسان إنسانيته وجعلته يعيش على هامش الحياة. فبداية من إعلان موت الإله مرورا بموت الإنسان وانتهاء بموت الموت، تم من خلال ذلك إعادة  بعث السؤال الكانطي في الفلسفة المعاصرة من جديد: ما الإنسان ؟ وما الغاية من وجوده ؟ تلك الغاية التي قدمت الحداثة وعصر الأنوار الوعود بترقيتها والرفع من شأنها، إلاَّ أنَّها غلَّبت الجانب العلمي على الجانب الإنساني فأفلتت سؤال الإنسان. الأمر الذي جعل الفلسفة اليوم تصرخ في وجه البيوتكنولوجية وتبحث في خفاياها المسكوت عنها بالشك في معانيها والوقوف على الشروخ والفجوات التي خلفتها بين الإنسان وذاته وبين الإنسان والعالم وبين العلم والأخلاق، من خلال مساءلة الغايات والأسس اللامفكر فيها جراء ذلك.

الإشكالية

كيف يمكن استدعاء الفلسفة في خضم هذه النقاشات الأنطو- إتيقية المجاوزة للمألوف؟ وما هي رهانات الإنسان أمام حرب التقنية؟ وما هي سلبيات وايجابيات الثورة البيوتكنولوجيا على الإنسان؟ وهل يعد ذلك تطوير وحفاظ على سلالة البشر أم هو قتل لها؟ وأخيرا  هل تسهم الثورة البيوتكنولوجية المعاصرة في إعادة بناء فهم إنساني للإنسان؟ أوبعبارة أخرى هل يمكن قيام أنثروبولوجيا جديدة في ضوء الثورة البيوتكنولوجية المعاصرة؟.

الأهداف

يهدف هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على مخرجات الثورة البيوتكنولوجية والوقوف على حقيقة هذه المخرجات بالنظر في جوانبها الإيجابية وما قدمته من خدمة للإنسان والبحث في الجوانب السلبية جراء ذلك. ويهدف إلى إبراز دور الفلسفة التطبيقية في تعاطيها مع المسائل المستجدة والقضايا الراهنة التي تمس كرامة الإنسان والبحث في الشق الإيتيقي لتعالق الفلسفية والبيوتكنولوجية، كما يهدف أيضا إلى البحث في مفهوم الإنسان في الراهن أو ما بقي من الإنسان في القرن الواحد والعشرون.

المحـــــاور

المقاربة الفلسفية لموضوع البيوتكنولوجيا

الثورة البيوتكنولوجية والمشكلات الأخلاقية

علم الأجنة وسؤال الأخلاق

الفلسفة والذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في حقل العلوم الاجتماعية والانسانية

الثورة البيوتيكنولوجية والصحة الايكولوجية

المزارع البشرية (الاستنساخ، الإخصاب الصناعي، الموت الرحيم، زراعة الأعضاء، الهندسة الوراثية...)

ما بقي من الانسان في صراع الثوارات

البيواتيقا كمخرج أخلاقي لمخرجات البيوتكنولوجيا

الأنثروبولوجيا والبيوتيقا

ايتيقا الذكاء الاصطناعي

البيوتكنولوجيا والأطر القانونية والدينية

ملاحظة: يمكن المشاركة خارج المحاور المقترحة شريطة الالتزام بالسياق العام لإشكالية البحث

معلومات هامة

آخر أجل للاستلام إستمارة المشاركة 20 ديسمبر 2022

الرد على طلب المشاركة 20-25 ديسمبر 2022

آخر أجل لارسال المداخلة  30 جانفي 2023

ترسل المشاركة إلى البريد الالكتروني المرفق :

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Builder Construction HTML Template